تنمية الابداع

إن من يتأمل البيئة الأسرية في كثير من بيوتنا يلاحظ تفاوتاً كبيراً في آلية عمل الأسرة وقدرتها على الحوار والتعاطي مع تقنيات العصر، وقد لا نكون متشائمين حين نقول بأنها فئة قليلة تلك التي تحرص على توفير بيئة مناسبة لتنمية إبداع الأبناء وتطوير قدراتهم ومهاراتهم وتحاول أن تدرب أبناءها على تنظيم أوقاتهم وعمل جدول لهم دون أن يكون لها الدور الرئيس في ذلك، بل يتوقف دورها على مساعدتهم في اتخاذ القرارات والوقوف بجانبهم عند الحاجة، دون فرض الأوامر أو القرارات. كذلك توفر لهم مكتبة منزلية مناسبة وتقدم لهم سبل إدراك مهارات الحياة التي باتت أساسية في عالم اليوم كإتقان الحاسب واللغة الإنجليزية وفنون الحوار والإلقاء والثقة بالنفس مع اكتشاف مواهب الأبناء وقدراتهم، ثم البحث الجاد عن سبل تطويرها وإخراجها للوجود بشكل مميز.
وفي الجانب الآخر نجد من يحطم الأبناء ويقسو عليهم ويحط من قدرهم ويقارنهم بغيرهم، بل قد يطالب أبناءه بالتميز وسط بيئة مليئة بالشحن والعنف والإهمال النفسي والصحي والاجتماعي.
كما أن المتأمل لبعض الأفكار السائدة داخل الأسرة يلاحظ وجود بعض المعتقدات الخاطئة مثل:
- الأبناء المتأخرين دراسياً أغبياء.
- أولاد فلان أفضل من أولادي.
- الابن المثالي هو الذي يسمع الكلام وينفذ الأوامر فقط.
- إن كل ما يحتاجه أبنائي هو المال فقط.
- القسوة هي التي تصنع الرجال.
- الدلال وتحقيق جميع الرغبات هو الأسلوب الأمثل لنجاح الأبناء في حياتهم.
- إن مشاركة الأبناء في اللعب والضحك معهم واحتضانهم يحط من منزلة الأبوين.
*
سعد التركي
باحث في التفكير الإبداعي

تنمية الابداع

تنمية الابداع

رد: تنمية الابداع