من طرف الثلج الاسود السبت نوفمبر 30, 2013 7:53 am
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا وزوجتي نعاني من عدم فهمنا لبعض، ودائما في شجار ومنازعات؛ لأن زوجتي فيها بعض الطباع، وليست قادرة على تغيير هذه الطباع.
أفيدونا بارك الله فيكم كيف نجد حلاً للتفاهم؟ الإجابــةبسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فواضح وإن لم تشر إلى ذلك في كلامك الكريم أنكما زوجان حديثا عهد بزواج، فهذه المشاكل التي تقع بينكما الآن هي أمر متوقع في كثير من الأحيان حتى مع وجود الصلاح في الزوجين، وهذا لسرٍّ لطيف نود أن نبينه ليكون مدخلاً إلى حل هذه المشكلة، ونود أيضًا أن نجعل الخطاب لكما معًا لتعرض سؤالك الكريم مع جوابه على زوجتك – حفظها الله تعالى ورعاها – فيحصل المقصود من ذلك. فإن قلتما: فما هو هذا السر الذي يؤدي إلى شيء من الشجار وشيء من المنازعات خاصة في بداية الزواج؟ فالجواب: إنه النظر للطبائع المختلفة وإلى الطريقة التي عاشها كل واحد منكما، فلابد من الملاحظة أن هذه الزوجة كانت يومًا ما تعيش في بيت أسرتها فنشأت في أوضاع أسرية وتربوية قد تختلف كثيرًا عن وضع الزوج، ويلاحظ أيضًا أن الزوج له أفكاره وله تصرفاته وله طريقته في الحياة، ثم بعد ذلك اجتمع هذان الزوجان تحت سقف واحد في فراش واحد يجمعهما ميثاق غليظ - وهو ميثاق الزواج – فصارا يعيشان هذه الحياة المختلطة التي تجعلهما أكثر الناس اختلاط ببعضهما بعضًا، فهي تخالطه ليس فقط في أوقات شربه وأكله ونومه، بل وتخالطه في مشاعره وتخالطه في أحاسيسه بل وتعلم خاصته ودقيق أمره، وهو كذلك يعلم منها هذا سواءً بسواء، فحينئذ يظهر قدرٌ من وجود اختلاف في الطبائع واختلاف في المعاملة نظرًا لأن كلا الزوجين قد عاشا حياة قبل الاجتماع فيؤدي ذلك إلى ظهور بعض الخلافات بينهما. وبهذا يظهر لكما سرٌّ لطيف في أسباب حصول بعض المشاكل في أول الزواج والتي قد تزيد أحيانًا على القدر المطلوب. فإذا عرف هذا السر فليعرف أن علاجه أمر يسير يمكن أن يتجاوزه الإنسان، بل ويمكن أن يقلل من نسبة الخلاف بينه وبين زوجته حتى تصل إلى درجة نادرة جدًّا، بل ربما تُعدم في كثير من الأحيان – ولله الحمد والمنة – وهذا قائم، وبإذن الله ستنجحان فيه وستريان ثمرته، فما هي هذه الخطوات التي تعين على تجاوز الخلافات؟
والجواب: إنه بأن يعلم كلا الزوجين أنه لا بد في هذه الحياة من قدر من التنازل حتى تسير سيرها الهادئ الرفيق، فها هو أبو الدرداء – رضي الله عنه وأرضاه – يدخل على عروسه فيكون أول ما يواجهها به بعد السلام والكلام والملاطفة أن يقول لها: (إن أغضبتك رضَّيتك وإن أغضبتني رضَّيتني وإلا لن نتعايش). فقد أحسن بهذه الحكمة العظيمة وهو العالم الحكيم – رضي الله عنه وأرضاه – لأن الحياة الزوجية حياة عطاء وبذل وتحتاج إلى صبر وتحمل، وتحتاج أيضًا أن يطاوع الزوج صاحبه، وأن يصبر عليه وأن يعامله باللين والإحسان والرفق والكلمة الطيبة تصلون إلى ما تبتغون من الخير، فهذه هي الحكمة التي لابد أن تجعلاها قاعدة تسيران عليها في حياتكما وهي أن تراعيا بعضكما بعضًا، فمثلا إن وقع منك خطأ في حقها بادرت إلى إرضائها، بل ربما كانت هي التي قد وقع منها الخطأ فلا مانع إذا رأيت منها أنها قد أصرت على رأيها أن تبادر إلى تلطيف الأوضاع بينكما وأن تقترب منها وأن تلاطفها لترضيتها، ثم بعد هدوء نفسها أن تكلمها في هذا الأمر بهدوء ورفق. وكذلك هي الآن قد وقع منها خطأ في حقك فهل تتركك غاضبًا لتخرج من البيت أو تذهب لتضع رأسك وتنام وأنت في حالة غضبك منها؟ كلا إنها ستأخذ بيدك وتقول لك: يا زوجي الحبيب قد أخطأت في حقك ألا ترضى من حبيبتك أن يقع منها خطأ فتسامحها.. فبهذا الكلام اللطيف سينتج أمر أعظم من مجرد الوفاق، إنه عمق الحب وشدة المودة بينكما، ستشعران حينئذ أن كلاً منكما ينصف الآخر، وأن كلاً منكما يحرص على صاحبه، وأنه يتنازل له التنازل الذي يزيده مودة ويزيده محبة، وهذا يقودكما إلى قاعدة أخرى عظيمة – بل هي أعظم القواعد على الإطلاق – إنها أن تسيرا على طاعة الله عز وجل، فهي تعلم أنك زوجها الذي لابد له من الاحترام ولابد له من التقدير ولابد له من الطاعة بالمعروف، فقد أوجب الله جل وعلا عليها طاعتك بالمعروف؛ قال الله تعالى: {فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً}، وخرّج الترمذي في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (أيما امرأة ماتت وزوجها راضٍ عنها دخلت الجنة). فهذا من عظيم الحق الذي ينبغي أن تعرفه الزوجة لزوجها، وفي المقابل لابد للزوج أن يعرف أن إكرامه زوجته وإحسانه إليها من أعظم القربات عند الله جل وعلا، بل إن هذا مما أمر الله جل وعلا في كتابه العزيز، فقال جل وعلا: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. وخرج الترمذي في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا وخياركم خياركم لنسائهم).
فهذا من مقتضى الإيمان أن يحسن الزوج إلى زوجته، فبهذه القاعدة العظيمة يحصل بينكما الألفة وتندر أسباب الخلاف - بإذن الله عز وجل – لأنكما تقيمان طاعة الله جل وعلا وتجعلان الحكم في كل مشكلة تقع بينكما هو حكم الله جل وعلا، هذا مع كونكما تتعاملان برفق، فإن أخطأ أحدكما في حق الآخر أخذه صاحبه برفق وأخذه باللين، وليس من شرطه أن يأخذ حقه وعلى الفور، بل ينتظر حتى تهدأ النفوس وحتى تزول أسباب تعكر المزاج، ثم بعد ذلك يعاتب أحدهما صاحبه بكلام رفيق لطيف، فها هي قد أغضبتك مثلاً فتعد لك عشاءً لطيفًا وتهيئ نفسها على أكمل صورة وأزينها في عينك وترضِّيك بكلام لطيف، وها أنت قد أغضبتها بشيء ما فتذهب وترضِّيها وتحضر لها هدية لطيفة جميلة ولو كانت وردة حمراء جميلة تقدمها إليها مُقبِّلاً بين عينيها. فبهذا تصلان إلى الود والمحبة وإلى دفع أسباب الخلاف، منتقلان إلى الخطوة الثالثة – وهي أيضًا من أعظم الخطوات – وهي أن تجعل حياتكما بينكما وألا يبث أمر مشاكلما إلى خارج بيتكما حتى ولو كان إلى الإخوة والأخوات أو الوالدين، فليكن حل مشاكلكما بينكما بعضكما بعضًا إلا إذا تفاقمت وخرج الأمر عن حد الضبط فلا مانع من إدخال بعض الوجهاء الصالحين العقلاء الأمناء من أهلكم للإعانة في هذا، فمن خير ما تقومان به حفظ أسراركما والسعي في إيجاد علاجٍ لها بين بعضكما بعضًا، فهذا من أوثق ما تتمسكان به. وخطوة رابعة حسنة: وهي كتم أموركما وعدم إشاعتها، وهذا غير ما أشرنا إليه في الخطوة الثالثة؛ لأن المقصود هو عدم المبالغة في إظهار الوفاق والمحبة أمام الناس، كما خرّجه الطبراني في المعجم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود). فهذه إشارة بليغة لابد من العمل بها، وخير الأمور وأعدلها أوسطها، فاستعينا بالله وتوافقا وليحتمل كل منكم الآخر. ونسأل الله عز وجل لكم التوفيق والسداد وأن يشرح صدوركم وأن ييسر أموركم وأن يؤلف على الخير قلوبكم، وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين وأن يوفقكم لما يحب ويرضى.
|
|
الأربعاء مايو 08, 2024 8:53 pm من طرف مدام ششريهان
» زعفران العز الملكي
السبت أبريل 27, 2024 6:36 pm من طرف مدام ششريهان
» دليلك لمنتجات العناية بالطفل على ويلنس سوق
الأربعاء أبريل 24, 2024 9:45 pm من طرف جنى بودى
» افضل فنادق مكة والمدينة
الأربعاء أبريل 24, 2024 12:44 am من طرف جنى بودى
» دليلك لمنتجات العناية بالطفل على ويلنس سوق
الأربعاء أبريل 24, 2024 12:43 am من طرف جنى بودى
» موسم الحج والعمرة وحجز فنادق
الإثنين أبريل 22, 2024 10:10 pm من طرف جنى بودى
» موسم الحج والعمرة وحجز فنادق
السبت أبريل 20, 2024 2:14 am من طرف جنى بودى
» منتجات كيو في على ويلنس سوق: الحل الكامل لجميع احتياجات العناية بالبشرة
السبت أبريل 20, 2024 2:06 am من طرف جنى بودى
» حجز فنادق مكة والمدينة
الأحد أبريل 14, 2024 10:55 pm من طرف جنى بودى
» اعداد رسائل الماجستير و الدكتوراه بكل اريحية
الخميس أبريل 11, 2024 8:21 pm من طرف مدام ششريهان