من طرف الثلج الاسود الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 7:53 am
- في هَدْيه صلى الله عليه وسلم في الاستفراغ بالقىء
روى الترمذىُّ في (جامعه) عن مَعدان بن أبى طلحةَ، عن أبى الدرداء: أنَّ النبى صلى الله عليه وسلم قاءَ، فتوضَّأ فلقيتُ ثَوْبان في مسجد دِمَشق، فذكرتُ له ذلك، فقال: صَدَقَ، أنا صَبَبْتُ له وَضُوءَه. قال الترمذى: وهذا أصح شىء في الباب.
القىءُ: أحد الاستفراغات الخمسة التي هي أُصول الاستفراغ، وهى: الإسهال، والقىء، وإخراج الدم، وخروج الأبخرة والعَرق. وقد جاءت بها السُّـنَّة.
فأما الإسهال.. فقد مرَّ في حديث: (خيرُ ما تداويتم به المَشِىُّ) وفى حديث (السَّنا). وأما إخراج الدم.. فقد تقدَّم في أحاديث الحِجامة.
.
وأما الاستفراغ بالعَرق.. فلا يكون غالباً بالقصد، بل بدفع الطَّبيعة له إلى ظاهر الجسد، فيُصادف المسامَّ مفتَّحةً، فيخرج منها.
والقىءُ استفراغٌ من أعلا المَعِدَة، والحُقنة من أسفلها، والدواءُ من أعلاها وأسفلها.
والقىءُ نوعان: نوعٌ بالغَلَبة والهَيجان، ونوعٌ بالاستدعاء والطلب.
فأما الأول: فلا يَسُوغُ حبسُه ودفعه إلا إذا أفرط وخِيف منه التلفُ، فيُقطع بالأشياء التي تُمسكه. وأما الثانى: فأنفعُه عند الحاجة إذا رُوعى زمانُه وشروطه التي تُذكر.
وأسباب القىء عشرة..
أحدها: غلبة المِرَّة الصفراء، وطُفوُّها على رأس المعدة، فتطلب الصعودَ.
الثانى: من غلبة بلغم لَزِجٍ قد تحرَّك في المَعِدَة، واحتاج إلى الخروج.
الثالث: أن يكون مِن ضعف المَعِدَة في ذاتها، فلا تَهْضم الطعام، فتقذفه إلى جهة فوق
الرابع: أن يُخالطها خلط ردىء ينصبُّ إليها، فيسىء هضمَها، ويُضعف فعلها
الخامس: أن يكون من زيادة المأكول أو المشروب على القدر الذي تحتمله المَعِدَة، فتعجز عن إمساكه، فتطلب دفعه وقذفه. السادس: أن يكون مِن عدم موافقة المأكول والمشروب لها، وكراهِتها له، فتطلب دفعه وقذفه. يتبع ان شاء الله تعالىالسابع: أن يحصُل فيها ما يُثوِّر الطعامَ بكيفيته وطبيعته، فتقذف به.
الثامن: القَرَف، وهو مُوجِب غثَيانِ النفس وتَهَوُّعِها.
التاسع: من الأعراض النفسانية، كالهمِّ الشديد، والغم، والحزن، وغلبة اشتغال الطبيعة والقُوَى الطبيعية به، واهتمامها بوروده عن تدبير البدن، وإصلاح الغِذاء، وإنضاجه، وهضمه، فتقذِفُه المَعِدَة، وقد يكون لأجل تحرُّك الأخلاط عند تخبُّط النفس، فإن كل واحد من النفس والبدن ينفعل عن صاحبه، ويؤثر في كيفيته.
العاشر: نقل الطبيعة بأن يرى مَن يتقيأ، فيغلبه هو القىء من غير استدعاء، فإن الطبيعة نَقَّالة.
وأخبرنى بعض حُذَّاق الأطباء، قال: كان لى ابن أُخت حَذِق في الكحْل، فجلس كحَّالاً. فكان إذا فتح عينَ الرجل، ورأى الرَّمد وكحَّله، رَمِد هو، وتكرر ذلك منه، فترك الجلوسَ. قلتُ له: فما سببُ ذلك ؟ قال: نقلُ الطبيعة، فإنها نَقَّالة، قال: وأعرِفُ آخرَ، كان رأى خُراجاً في موضع من جسم رجل يحكُّه، فحك هو ذلك الموضع، فخرجت فيه خُراجة.
قلتُ: وكلُّ هذا لا بد فيه من استعداد الطبيعة، وتكون المادة ساكنةً فيها غير متحركة، فتتحرك لسبب من هذه الأسباب، فهذه أسبابٌ لتحرك المادة لا أنها هي الموجبة لهذا العارض.
أنَّ القىء أنفع في البلاد الحارة والإسهال أنفع في البلاد الباردة
ولما كانت الأخلاط في البلاد الحارة، والأزمنة الحارة تَرِقُّ وتنجذب إلى فوق، كان القىء فيها أنفع. ولما كانت في الأزمنة الباردة والبلاد الباردة تغلُظ، ويصعب جذبها إلى فوق، كان استفراغُها بالإسهال أنفع.
وإزالة الأخلاط ودفعها تكون بالجذب والاستفراغ، والجذبُ يكون من أبعد الطُرُق، والاستفراغُ مِن أقربها، والفرق بينهما أنَّ المادة إذا كانت عاملة في الانصباب أو الترقى لم تستقر بعد، فهى محتاجة إلى الجذب، فإن كانت متصاعدة جذبَتْ من أسفل، وإن كانت منصَبَّة جذبَتْ مِن فوق، وأما إذا استقرت في موضعها، استُفرغت مِن أقرب الطرق إليها، فمتى أضرَّت المادة بالأعضاء العليا، اجتُذبت من أسفل، ومتى أضرَّت بالأعضاء السفلى، اجتُذبت من فوق، ومتى استقرت، استُفرغت من أقرب مكان إليها، ولهذا احتجم النبىُّ صلى الله عليه وسلم على كاهِله تارة، وفى رأسه أُخرى، وعلى ظهر قدمه تارة، فكان يستفرِغُ مادة الدم المؤذى من أقرب مكان إليه.. والله أعلم.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء هذا خبر، خبر من النبي -صلى الله عليه وسلم- عن هذا الأمر، خبر الرسول يخبر، يخبر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن الله تعالى ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء. الدواء والشفاء كلاهما بقدر الله، وهذا سنة الله، الله تعالى هو خالق الخير والشر: قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ .
فالمرض والصحة والداء والدواء وكل شيء، كل ذلك بقدر الله، فقوله: ما أنزل داء، يعني علة، الداء العلة التي توجب المرض للأبدان، ما أنزل داء يعني ما قدر وخلق داء، فالداء يكون بمشيئة الله، بتقديره وبخلقه، هو خالق الأدواء وأدويتها، النباتات فيها هذا وهذا، بل حديث الذباب، حديث الذباب فيه: إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء سبحان الله.
النباتات التي في الأرض فيها ما يوجب الأمراض والعلل، وما يكون شفاء، وهذا معلوم بالتجربة العامة والتجربة الخاصة، وهذا يرجع إلى علم الطب، علم الطب علم يبحث في العلل يعني في الأدواء والأمراض، في العلل وأدويتها، يبحث في الأبدان، في العلل التي تعرض لها وفي الأدوية التي تقاومها، فالطب علم بشري، علم بشري من أفضل العلوم، وليس هو أفضل العلوم، من أفضل العلوم البشرية يعني التجريبية علم تجريبي، علم تجريبي، يحذق فيه بعض الناس، يكون له فيه تميز وتفوق. وقد تطور هذا العلم يعني وتوسع كما هو الآن المشاهد؛ لأن الله يعني فتح للناس في العلوم التجريبية أمورا هائلة وعجيبة ومنها الطب.
ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء هذا الأسلوب يقال له: أسلوب الحصر "ما أنزل الله داء" داء نكرة في سياق النفي فتعم، أي داء قدره الله وأنزله في هذه الأرض وخلقه -سبحانه وتعالى- أي داء إلا وأنزل له شفاء.
فيعلم أنه ليس هناك داء وعلة ليس لها دواء، في بعض الألفاظ علمه من علمه وجهله من جهله في بعض ألفاظ هذا الحديث "علمه من علمه وجهله من جهله" المرد هو العلم، مسألة علم أو جهل، يعني فأي مثلا علة تستعصي أي علة تستعصي على الأطباء ما يجوز أن يقولوا: إن هذه ليس لها علاج ما فيها علاج، وإن من قال منهم ليس لها علاج يعني ما نعرف لها علاج إذا قالوا: ما نعرف صح، صح، لكن ما لها علاج، ما لها دواء، فهذا ليس بصحيح؛ لأن هذا خبر عن الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- خبر بأن الله ما أنزل داء إلا وأنزل له شفاء.
إذن كل داء يقع ويحدث في الناس فله شفاء، هذا في الأدواء الجسدية والبدنية، وهذا يرجع إلى الجانب الكوني القدري، وفي المقابل أيضا ما من مسألة من مسائل الدين إلا وقد بينها الله في كتابه، وعلى لسان رسوله، علم ذلك من علمه، وجهله من جهله، يعني ليس هناك شيء من أمور الدين لم يبين، بل كل ذلك مبين لكن إنما يؤتى الناس من جهلهم، وإنما يختلف الناس ويتفاوتون بسبب التفاوت في العلم.
ع |
|
السبت أبريل 27, 2024 6:36 pm من طرف مدام ششريهان
» دليلك لمنتجات العناية بالطفل على ويلنس سوق
الأربعاء أبريل 24, 2024 9:45 pm من طرف جنى بودى
» افضل فنادق مكة والمدينة
الأربعاء أبريل 24, 2024 12:44 am من طرف جنى بودى
» دليلك لمنتجات العناية بالطفل على ويلنس سوق
الأربعاء أبريل 24, 2024 12:43 am من طرف جنى بودى
» موسم الحج والعمرة وحجز فنادق
الإثنين أبريل 22, 2024 10:10 pm من طرف جنى بودى
» موسم الحج والعمرة وحجز فنادق
السبت أبريل 20, 2024 2:14 am من طرف جنى بودى
» منتجات كيو في على ويلنس سوق: الحل الكامل لجميع احتياجات العناية بالبشرة
السبت أبريل 20, 2024 2:06 am من طرف جنى بودى
» حجز فنادق مكة والمدينة
الأحد أبريل 14, 2024 10:55 pm من طرف جنى بودى
» اعداد رسائل الماجستير و الدكتوراه بكل اريحية
الخميس أبريل 11, 2024 8:21 pm من طرف مدام ششريهان
» مصنع ساف للبيتومين
الثلاثاء أبريل 09, 2024 12:38 am من طرف مدام ششريهان