من طرف الثلج الاسود الأحد ديسمبر 28, 2014 7:40 am
ذات يوم حدث عرس في القرية حضره ابن السلطان فأخذت الغيرة أم كرام من حضور وريقة الحنا لما تتمتع به من جمال ، حفلة العرس تلك لئلا تقع أعين ابن السلطان عليها فيعجب بجمالها فيتزوجها ، فقررت أن تمنعها من الذهاب معهن حتى لا يطغى جمالها على كرام فأختلقت لها عملا يشغلها وتعجز عن تنفيذه . عمدت إلى مختلف اصناف حبوب الطعام ، وغرفت من الذرة ، والبر ، والدخن ، والشعير ، والدُجر ، غرفت أقدار متساوية منها ووضعتها معها لوريقة الحنا وهي تقول لها: - نقي هذا الطعام واخرجي كل صنف لوحده ، واطحنيه واحتفظي بدقيق كل صنف لوحده ، واكنسي البيت من اسفلها إلى أعلاها. فقالت لها وريقة الحنا تترجاها: - الله يسترك يا خالة ، اسمحي لي بالمجئ معكن حفلة العرس ، كل بنات القرية سيحضرنها. أجابتها خالتها بجفاف: - لديك أعمال كثيرة ، إذا فرغت منها الحقينا: - الله يعافيك يا خالة إسمحي لي أجي معكن وبعدها سأقوم بكل الأعمال. أجابتها خالتها بغضب: - قومي بعملك أولا. قالت لها ذلك وخرجت من البيت وابنتها كرام تسير وراءها مرتدية أحسن ملابسها ومتزينة بأجمل حليها لتستلفت بها نظر ابن السلطان. استمرت وريقة الحنا في وقفتها تنظر لهما بحسرة وندم على عدم السماح لها بحضور العرس التي تهيأت له كل صبايا القرية. بينما هي كذلك ظهرت لها العجوز التي تقيم في المرعى وكانت تنقي لها شعرها من القمل فقالت لها: - لماذا لم تذهبي إلى حفلة العرس ، كل الصبايا والنسا سيحضرنه. رفعت وريقة الحنا رأسها نحو العجوز ، وأجابتها وهي تشير نحو الطعام: - خالتي خلطت كل هذه الأصناف من الطعام وأمرتني بإخراج كل صنف لوحده ، وأدقق كل صنف وحده وأمرتني بكنس البيت من اسفلها إلى أعلاها. تبسمت العجوز لكلام وريقة الحنا وقالت لها: - لا تخافي من أي شئ ، أنا سأعمل كل هذه في لحظات وأنت قومي وأغتسلي وتزيني وروحي العرس. قالت لوريقة الحنا ذلك وأخرجت لها ملابس من الحرير الفاخر وعقودا من الذهب والماس ، وقدمت لها حذاءَ جميلا ليس له مثيل ، وراحت تساعدها على إرتداء الملابس والتزين بالحلي ، وتمشيط شعرها ، وعندما إنتهت قالت لها : - إذهبي رأسا إلى بيت العرس وأرقصي من ساعتك ولا تلتفتي لأحد ، وعندما تقنعي وتشبع نفسك من الرقص عودي سريعا إلى البيت. خرجت وريقة الحنا فرحة مسرورة ، وراحت تجري وهي ممسكة بيديها أطراف ثوبها لئلا يتسخ من التراب قبلأن تصل إلىالحفل ، واتجهت رأسا إلى مكان الرقص فراحت تزيح الواقفات بالباب بيديها ودخلت إلى وسط ا لمرقص الذي يرقص فيه الفتيان والفتيات، وراحت ترقص ، وترقص والجميع يشاهدونها ويتعجبون من جمالها ومن الملابس والحلي الذي عليها ، والجميع لا يعرف من هي ولامن أين أتت، فقالت كرام لأمها: - هذه البنت تشبه وريقة الحنا، ولولا أنا تركناها في البيت لقلت انها هي . فقالت أمها: - أيش بايندي وريقة الحنا ومعها عمل اسبوع في البيت ومن أين ستأتي بهذه الملابس ، يعلم الله ابنه أي سلطان هي. وكان ابن السلطان يتابع رقص وريقة الحنا وقد فتنه جمالها وأعجب برقصها ، وعندما تعبت من الرقص جرت نحو الباب فرأت خالتها وكرام واقفات بجانبه ، فداست حذائها قدم خالتها وحاولت أن تضغط عليها بحذائها فسقط الحذاء منها فولت هاربة دون أن تلتقط الحذاء أو تلتفت ورائها ، وعندما وصلت إلى البيت خلعت ملابسها الجديدة وارتدت أسمالها البالية ونكشت شعرها وذرت على وجهها وساعديها بعض الدقيق ووجدت الطعام قد دقق ووضع كل صنف في إناء لوحده ، وقعدت تنتظر عودة كرام وأمها لتسألهما عن العرس وكيف كان ، ومن التي حضرت من الفتيات ومن التي غابت. أقبلت كرام وأمها وهما شاردات الذهب من جمال تلك الفتاة وتصرفاتها ، فأستقبلتهما وريقة الحنا والمكنسة بيدها كما لو كانت لم تغادر البيت ولم تكمل عملها بعد ، فقالت تسألهما: - كيف كانت الحفلة ، ومن تغيب عنها من الفتيات . أجابتها خالتها : - لو كنت جئت وشاهدتي ماحدث ما باتصدقي عيونك. تساءلت وريقة الحنا بلهفة وشوق: - ماذا حدث ؟ ماذا حدث؟ قبل أن تجيبها كرام أجابتها أمها: واحدة بنت دخلت ترقص ضيعت كل الفتيات بحسنها وجمالها وبرقصها وملابسها وحليها ، حتى الذين كانوا يرقصوا توقفوا عن الرقص وراحوا يتابعونها وهي ترقص وابن السلطان ولا رفع عينه عنها يتابعها بنظراته وهي لا تلتفت إليه ولا إلى واحد غيره ، وعندما قنعت من الرقص خرجت تجري وداستني بحذائها فسقط منها ولم تأخذه ، وأخذه ابن السلطان وهو يقول إنه سيبحث عن صاحبته بنفسه وسيتزوجها. تظاهرت وريقة الحنا بالحزن وتنهدت وهي تقول: - ليتني جئت معكن لأتفرج عليها. ضحكت خالتها من أمنيتها وأجابتها ساخرة: - أيش الذي بايوصلك لعندها ، نحن جلسنا في الباب ومن دخل أو خرج دهفنا إلى الجدار ، والفتاة كادت تكسر لي رجلي.
في اليوم التالي خرج ابن السلطان يدور على بيوت القرية يبحث عن الفتاة صاحبة الحذاء ويقيسه بنفسه على كل فتاة ، وكلما قاسه على واحدة يجده أكبر او أصغر من مقاسها ، حتى وصل إلى بيت وريقة الحنا فخافت خالتها أن يكون الحذاء على مقاسها فأمرتها أن تختفي بالسطح داخل (الموفى) التنور وأبرزت كرام لابن السلطان ليقيس عليها الحذاء فلما قاسه وجده صغيرا فتساءل :
- أين اختها ؟ أجابته متلعثمة : - ليس لها أخت. لم يقتنع ابن السلطان بكلامها وراح يفتش البيت غرفة بعد غرفة وطلع إلى السطلح يبحث عنها ، فلما شعرت وريقة الحنا انه اقترب من الموفى اخرجت قدمها من عين الموفى إلى السطح فشاهده ابن السلطان فجلس يقيس عليه الحذاء فجاءت على مقاسه ففرح بذلك وأخرج وريقة الحنا من الموفى وأخذها إلى أبيها وقرر الزواج منها فوافق أبوها على ذلك وحددوا موعد الزفاف. إغتاظت أم كرام من اختيار ابن السلطان لوريقة الحنا زوجة له فقررت أن تزف له كرام بدلا منها فتهيأوا للزفاف وزين ابن السلطان قصره لإستقبال وريقة الحنا، وتهيأت أم كرام لزفاف ابنتها فألبستها أحسن الملابس التي لديها وزينتها بأجمل الحلي ، وكلفت وريقة الحنا بطبخ اللحم واعداد الطعام للضيوف فقامت بذلك ، ولما حان أوان زفة كرام إلى بيت ابن السلطان همست العجوز الجنية لوريقة الحنا أن تذهب إلى كرام وتوصف لها أنواع وأصناف الطبخ وتطلب منها أن تطلع إلى المطبخ لتأكل حاجتها ووريقة الحنا ستجلس في مكانها ريثما تعود. ذهبت وريقة الحنا إلى كرام بائسة ضاحكة وقالت لها : - لو رأيت يا أختي على طبيخ معنا ، وعلى لحم وسط (البُرام) (والقصاوص) (2) ستأكلي أصابعك ، وكم سأبقى حزينة لو رحت من البيت قبل أن تتذوقيه وتأكلي منه. سال لعاب كرام وهفت نفسها للأكل ، لكنها قاعدة على أهبة الزفاف و (المردو)(3) ، يغطي رأسها ومن المحتمل في أي لحظة يأتي (المراوحة) (4) ليزفوها إلى بيت ابن السلطان فقالت لوريقة الحنا: - و(المردو) كيف أعمله؟ إبتسمت لها وريقة الحنا وهي تقول لها: - إذهبي إلى المطبخ وأكلي ما تشتهيه نفسك وأنا سأجلس بدلا عنك تحت (المردو) ريثما تعودين .. خلعت كرام (المردو) وألقته جانبا وجرت فرحة نحو المطبخ تبحث عن أواني اللحم وتفتش داخلها وتمد بيدها من إناء إلى آخر وهي تخرج أجزاء مما تحويه للتذوقه. أما وريقة الحنا فقد حضرت لها العجوز الجنية وساعدتها على إرتداء أفخر الملابس والتزين بأجمل الحلي التي أحضرتها لها ، وجلست تحت المردو بدلا من كرام.
(2) البرام : جمع بُرمة ، والقصاوص جمع قصيص ، وهي أواني فخارية مخصصة للطبيخ ، والبُرمة إناء صغير ، والقصيص إناء كبير. (3) (المردو): هو الغطاء الذي يضع على رأس العروس ويغطي وجهها ويسمى في المدن الطرحة. (4) المراوحة: الناس الموفدين من قبل العريس إلى بيت العروس ، لزفتها من بيتها إلى بيت العريس. | |
أمس في 3:27 pm من طرف سها ياسر
» عملية الحقن المجهرى
الأربعاء أكتوبر 30, 2024 12:08 am من طرف جنى بودى
» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية
الخميس أكتوبر 24, 2024 2:23 pm من طرف سها ياسر
» Real Estate in hurghada
الأربعاء أكتوبر 16, 2024 9:12 pm من طرف جنى بودى
» افضل دكتور حقن مجهري في مصر
الأحد أكتوبر 13, 2024 8:48 pm من طرف جنى بودى
» افضل دكتور نساء و توليد في مصر
السبت أكتوبر 12, 2024 12:01 am من طرف جنى بودى
» حلويات دزرت الطبيعية لتخلص من التدخين
الأحد أكتوبر 06, 2024 6:35 pm من طرف مدام ششريهان
» الحرائق الكهربائية المنزلية في السعودية: أسبابها وأهم طرق الوقاية منها
الخميس أكتوبر 03, 2024 11:19 pm من طرف جنى بودى
» الحرائق الكهربائية المنزلية في السعودية: أسبابها وأهم طرق الوقاية منها
الخميس أكتوبر 03, 2024 11:17 pm من طرف جنى بودى
» شركة تصميم تطبيقات في مصر – تك سوفت للحلول الذكية – Tec Soft for SMART solutions
الخميس أكتوبر 03, 2024 5:03 pm من طرف سها ياسر