المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 245 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 245 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 677 بتاريخ الثلاثاء ديسمبر 05, 2023 10:38 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1256 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو abdallahallam فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90250 مساهمة في هذا المنتدى في 31101 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم |
دِفاعُ المؤمنين عن النِّبيِّ الكَرِيم
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
دِفاعُ المؤمنين عن النِّبيِّ الكَرِيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-[size=48]
(( دِفاعُ المؤمنين عن النِّبيِّ الكَرِيم ))
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:
من أعظم دلائل اتباع السُّنة الدفاع عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لذا حرَّم اللهُ تعالى على المؤمنين التخلُّف عن نُصرةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم، والرغبة بالأنفس عنه، وأوجب على المؤمنين نصرته؛ كما في قوله تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157]، وامتدح الله المهاجرين بنصرتهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: 8].
وهذا النَّصرُ للنبي صلى الله عليه وسلم يشمل نَصرَه باللسان والسِّنان والبنان، وبالقول والفعل. نصرًا له في ذات نفسه؛ حمايةً لعرضه، وصونًا لحرمته، وإرغامًا لأعدائه ومبغضيه، وانتصارًا له من كلِّ مَنْ يؤذيه، وإجلالًا لمقام النبوة من أيِّ قدحٍ أو عيب.
وقد أجمع أهل العلم: على وجوب قتل مَنْ سبَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أو عابه أو ألْحَقَ به نقصًا في نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله، أو عرَّضَ به أو شبَّهه بشيءٍ على طريق السَّبِّ له والإزراء عليه أو التحقير لشأنه.
فحُكْمُ مَنْ أتى بذلك أن يقتل بلا استتابة؛ لأنه آذى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بما يستوجب إهدارَ دمِه إنْ كان مسلمًا، ونَقْضَ عهدِه وقتله إنْ كان ذميًّا؛ حمايةً لعرضه صلى الله عليه وسلم وصونًا لمكانته ومنزلته[1].
وترك النُّصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه، والتخاذل عنها؛ تمكين لأعداء الإسلام من الطعن فيه، وتشويهه، وإضعاف شوكته، وانتهاك حرماته، وإذهاب هيبة النبي صلى الله عليه وسلم من النفوس.
فالانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقٌّ على كلِّ مَنْ آمن بالله تعالى، واتبع النبيَّ صلى الله عليه وسلم وزعم أنه يُحِبُّه، فمَن ادَّعى حُبَّه - ولم ينصره وينتصر له - فهو كاذب في دعواه[2].
وضرب الصحابة الكرام رضي الله عنهم أروع الأمثلة في الذود عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفدائه بالأموال والأولاد والأنفس، في المنشط والمكره، في العُسر واليُسر، ولنتأمَّلْ فيما قاله أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ رضي الله عنه يوم أُحدٍ لَمَّا هُزِمَ النَّاسُ وانكشف جيش المسلمين: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ – يَعْنِي: أَصْحَابَهُ - وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ - يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ - ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ! الْجَنَّةَ، وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ. قَالَ سَعْدٌ رضي الله عنه: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا صَنَعَ. قَالَ أَنَسُ بنُ مالك رضي الله عنه: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ، أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلاَّ أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ)[3].
وعَنْ أَنَس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: (لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ الْقِدِّ[4]، يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنَ النَّبْلِ؛ فَيَقُولُ: انْشُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ. فَأَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه: يَا نَبِيَّ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لاَ تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ)[5].
وعَنْ قَيْس بن حازم قَالَ: (رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلاَّءَ، وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ)[6].
وإنَّ مِنْ نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم نشر سيرته وإعلاء سُنَّته، وتطبيق شرعته؛ حتى يظهر الوجه الحقيقي للإسلام، وتتَّضح الصورة الحقيقية لنبيِّ الرحمة صلى الله عليه وسلم، وحتى لا يتجرَّأ عليه الأوغاد من أدعياء الإسلام مِمَّنْ أُشرِبوا في قلوبهم النِّفاق، أو من أعداء الإسلام من الكفرة اللِّئام الذين يُطالعوننا بين الفينة والفينة بهجوم بذيء على شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم مستغلين ضعفَ المسلمين وبُعدَهم عن دينهم وسُنَّةِ نبيِّهم، التي لو تمسَّكوا بها لَبَلغوا الغاية ولَمَلَكوا الدنيا، وكانوا هم أصحاب المبادرات والسَّبق العلمي والتِّقني، وكانوا هم سادة العالَم، ولكن للأسف ظلُّوا يتردَّدون بين مذاهب شتَّى، وفلسفات عِدَّة، ومناهج متنوعة بين الشرق والغرب، وغفلوا عن سُنَّةِ نبيِّهم - إلاَّ مَنْ رحم ربُّك - فما استطاعوا تحقيق نهضةٍ، وما استطاعوا بناءَ حضارة، فعادوا إلى الخلف، ورجعوا إلى الوراء، تاركين مِضمار التَّقدُّم الصناعي والتِّقني لغيرهم. ولا تزال هناك محاولات جادة، أسأل اللهَ تعالى أن يُبارِك فيها، فليس في قاموسنا اليأسُ من رحمة الله تعالى.
فمِنْ نَصْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم تطبيقُ شرع الله بمعناه الشمولي الذي يجمع بين الدِّين والدنيا، وبين العلم والعمل، وبين علم الشرع وعلم المادة، فنصبح متبوعين لا تابعين، ونصبح رؤوسًا لا ذيولًا، وسادةً لا فئامًا.
[1] انظر: الشفا بتعريف حقوق المصطفى، (2/ 214)؛ الصارم المسلول على شاتم الرسول، (ص 418).
[2] انظر: محبة الرسول بين الاتباع والابتداع، (ص 82).
[3] رواه البخاري، (2/ 546)، (ح 2842).
[4] (كان أبو طَلْحة شديدَ القدِّ): إنْ رُوِيَ [بالكسر]؛ فيُريد به: وَتَر القَوْس، وإنْ رُوِيَ [بالفتح]؛ فهو المَدُّ، والنَّزع في القَوْس. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، (4/ 40)؛ فتح الباري، (7/ 128).
[5] رواه البخاري، (2/ 749)، (ح 3858)؛ ومسلم، (2/ 797)، (ح 4786).
[6] رواه البخاري، (2/ 806)، (ح 4112).
§§§§§§§§§§§§§§§§§[/size]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-[size=48]
(( دِفاعُ المؤمنين عن النِّبيِّ الكَرِيم ))
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:
من أعظم دلائل اتباع السُّنة الدفاع عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لذا حرَّم اللهُ تعالى على المؤمنين التخلُّف عن نُصرةِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم، والرغبة بالأنفس عنه، وأوجب على المؤمنين نصرته؛ كما في قوله تعالى: ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157]، وامتدح الله المهاجرين بنصرتهم لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: 8].
وهذا النَّصرُ للنبي صلى الله عليه وسلم يشمل نَصرَه باللسان والسِّنان والبنان، وبالقول والفعل. نصرًا له في ذات نفسه؛ حمايةً لعرضه، وصونًا لحرمته، وإرغامًا لأعدائه ومبغضيه، وانتصارًا له من كلِّ مَنْ يؤذيه، وإجلالًا لمقام النبوة من أيِّ قدحٍ أو عيب.
وقد أجمع أهل العلم: على وجوب قتل مَنْ سبَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أو عابه أو ألْحَقَ به نقصًا في نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله، أو عرَّضَ به أو شبَّهه بشيءٍ على طريق السَّبِّ له والإزراء عليه أو التحقير لشأنه.
فحُكْمُ مَنْ أتى بذلك أن يقتل بلا استتابة؛ لأنه آذى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بما يستوجب إهدارَ دمِه إنْ كان مسلمًا، ونَقْضَ عهدِه وقتله إنْ كان ذميًّا؛ حمايةً لعرضه صلى الله عليه وسلم وصونًا لمكانته ومنزلته[1].
وترك النُّصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه، والتخاذل عنها؛ تمكين لأعداء الإسلام من الطعن فيه، وتشويهه، وإضعاف شوكته، وانتهاك حرماته، وإذهاب هيبة النبي صلى الله عليه وسلم من النفوس.
فالانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقٌّ على كلِّ مَنْ آمن بالله تعالى، واتبع النبيَّ صلى الله عليه وسلم وزعم أنه يُحِبُّه، فمَن ادَّعى حُبَّه - ولم ينصره وينتصر له - فهو كاذب في دعواه[2].
وضرب الصحابة الكرام رضي الله عنهم أروع الأمثلة في الذود عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وفدائه بالأموال والأولاد والأنفس، في المنشط والمكره، في العُسر واليُسر، ولنتأمَّلْ فيما قاله أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ رضي الله عنه يوم أُحدٍ لَمَّا هُزِمَ النَّاسُ وانكشف جيش المسلمين: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ – يَعْنِي: أَصْحَابَهُ - وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ - يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ - ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ! الْجَنَّةَ، وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ. قَالَ سَعْدٌ رضي الله عنه: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا صَنَعَ. قَالَ أَنَسُ بنُ مالك رضي الله عنه: فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ، أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلاَّ أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ)[3].
وعَنْ أَنَس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: (لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُجَوِّبٌ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ الْقِدِّ[4]، يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الْجَعْبَةُ مِنَ النَّبْلِ؛ فَيَقُولُ: انْشُرْهَا لأَبِي طَلْحَةَ. فَأَشْرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَنْظُرُ إِلَى الْقَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه: يَا نَبِيَّ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لاَ تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ الْقَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ)[5].
وعَنْ قَيْس بن حازم قَالَ: (رَأَيْتُ يَدَ طَلْحَةَ شَلاَّءَ، وَقَى بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ)[6].
وإنَّ مِنْ نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم نشر سيرته وإعلاء سُنَّته، وتطبيق شرعته؛ حتى يظهر الوجه الحقيقي للإسلام، وتتَّضح الصورة الحقيقية لنبيِّ الرحمة صلى الله عليه وسلم، وحتى لا يتجرَّأ عليه الأوغاد من أدعياء الإسلام مِمَّنْ أُشرِبوا في قلوبهم النِّفاق، أو من أعداء الإسلام من الكفرة اللِّئام الذين يُطالعوننا بين الفينة والفينة بهجوم بذيء على شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم مستغلين ضعفَ المسلمين وبُعدَهم عن دينهم وسُنَّةِ نبيِّهم، التي لو تمسَّكوا بها لَبَلغوا الغاية ولَمَلَكوا الدنيا، وكانوا هم أصحاب المبادرات والسَّبق العلمي والتِّقني، وكانوا هم سادة العالَم، ولكن للأسف ظلُّوا يتردَّدون بين مذاهب شتَّى، وفلسفات عِدَّة، ومناهج متنوعة بين الشرق والغرب، وغفلوا عن سُنَّةِ نبيِّهم - إلاَّ مَنْ رحم ربُّك - فما استطاعوا تحقيق نهضةٍ، وما استطاعوا بناءَ حضارة، فعادوا إلى الخلف، ورجعوا إلى الوراء، تاركين مِضمار التَّقدُّم الصناعي والتِّقني لغيرهم. ولا تزال هناك محاولات جادة، أسأل اللهَ تعالى أن يُبارِك فيها، فليس في قاموسنا اليأسُ من رحمة الله تعالى.
فمِنْ نَصْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم تطبيقُ شرع الله بمعناه الشمولي الذي يجمع بين الدِّين والدنيا، وبين العلم والعمل، وبين علم الشرع وعلم المادة، فنصبح متبوعين لا تابعين، ونصبح رؤوسًا لا ذيولًا، وسادةً لا فئامًا.
[1] انظر: الشفا بتعريف حقوق المصطفى، (2/ 214)؛ الصارم المسلول على شاتم الرسول، (ص 418).
[2] انظر: محبة الرسول بين الاتباع والابتداع، (ص 82).
[3] رواه البخاري، (2/ 546)، (ح 2842).
[4] (كان أبو طَلْحة شديدَ القدِّ): إنْ رُوِيَ [بالكسر]؛ فيُريد به: وَتَر القَوْس، وإنْ رُوِيَ [بالفتح]؛ فهو المَدُّ، والنَّزع في القَوْس. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، (4/ 40)؛ فتح الباري، (7/ 128).
[5] رواه البخاري، (2/ 749)، (ح 3858)؛ ومسلم، (2/ 797)، (ح 4786).
[6] رواه البخاري، (2/ 806)، (ح 4112).
§§§§§§§§§§§§§§§§§[/size]
معاوية فهمي- كبار الشخصيات
- جنسية العضو : فلسطيني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 2432
تاريخ التسجيل : 26/03/2019
مواضيع مماثلة
» حرص المؤمنين على اخوانهم
» حرص المؤمنين على اخوانهم
» آداب التعامل بين المؤمنين
» الوعد الكريم من العزيز الحكيم لعباده المؤمنين
» تثبيت اليقين في قلوب المؤمنين
» حرص المؤمنين على اخوانهم
» آداب التعامل بين المؤمنين
» الوعد الكريم من العزيز الحكيم لعباده المؤمنين
» تثبيت اليقين في قلوب المؤمنين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء مارس 19, 2024 4:35 am من طرف جنى بودى
» تخفيضات هائلة على أثاث المنزل والمفروشات في الإمارات والكويت!
الجمعة مارس 15, 2024 4:24 am من طرف جنى بودى
» تخفيضات هائلة على أثاث المنزل والمفروشات في الإمارات والكويت!
الجمعة مارس 15, 2024 4:02 am من طرف جنى بودى
» اكتشف عالم الديكور بتوفيرات مذهلة: كوبونات الأثاث المنزلي الرائعة
الأربعاء مارس 13, 2024 11:54 pm من طرف جنى بودى
» افضل شركة تنظيف اثاث بالرياض 20% خصم
الخميس فبراير 29, 2024 4:00 pm من طرف ranamohamed
» افضل شركة شراء اثاث مستعمل بالرياض لأعلى سعر
الأربعاء فبراير 28, 2024 6:10 pm من طرف ranamohamed
» افضل موقع تصميم وتفصيل خيام
الأربعاء فبراير 28, 2024 5:57 pm من طرف ranamohamed
» مقابر طريق العين السخنة للبيع من شركة سما الاقصى
الثلاثاء فبراير 27, 2024 12:17 pm من طرف ranamohamed
» مقابر القاهرة الجديدة للبيع بخصم 20% من شركة سما الاقصى للمقاولات
الثلاثاء فبراير 27, 2024 11:27 am من طرف ranamohamed
» افضل حداد مظلات وسواتر بالرياض | 0500965446
الأحد فبراير 25, 2024 10:50 pm من طرف ranamohamed