بسم الله الرحمن الرحيم
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-

(( أسباب إدراك الشفاعة يوم القيامة ))

أن شفاعة الرسول صل الله عليه وسلم واجبة وهناك نصوص من الكتاب والسنة النبوية تدل عليها، فالشفاعة حق ويجب الإيمان بها فيوم القيامة ينتظر الجميع شفاعة النبي صل الله عليه وسلم لكي ينجوا فيأتي كل نبي ويقول نفسي نفسي إلا محمد صل الله عليه وسلم يقول أمتي أمتي، كما قال النبي صل الله عليه وسلم: (لكل نبي دعوةٌ مستجابة، فتعجَّل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله مَن مات من أمتي لا يشرك بالله شيئًا ). فيجعله الله سبحانه وتعالى شفيعًا لنا، ولكن لكي ننال شفاعة الرسول صل الله عليه وسلم يجب أن نحقق الشروط المطلوبة وهي ما يلي:

التوحيد: يشفع الرسول صل الله عليه وسلم لكل من وجد الإيمان في قلبه ولو كان مثقال حبة من خردل، فلا تكون الشفاعة إلا لمن مات على كلمة التوحيد لا إله إلا الله، فلا تجوز الشفاعة لغير المسلم المؤمن بالله وحتى لو كان ذو قُربة، فقال الله تعالى في سورة التوبة: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ )، كما ورد أيضًا عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (يا رسول الله، مَن أسعدُ الناس بشفاعتك يوم القيامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد ظَننتُ يا أبا هريرة ألَّا يسألَني عن هذا الحديث أحدٌ أول منك، لِمَا رأيت من حرصك على الحديث، أسعدُ الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لا إله إلا الله، خالصًا من قلبه أو نفسه )

قراءة القرآن: للقرآن فوائد عظيمة في الدنيا والآخرة فيعمل على تهدئة النفس وراحة البال، ويكون مؤنس لنا في القبور، وقد أوصانا رسول الله صل الله عليه وسلم بقراءة القرآن فقال: (اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوَيْنِ، البقرة، وسورة آل عمران فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غَمامتان أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طيرٍ صوافَّ تحاجَّان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركَها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلة ).

 الصيام: يجزي الله سبحانه وتعالى عبده بعباداته وأخبرنا بأجرهم في القرآن الكريم والسنة النبوية في الدنيا، إلا الصيام فأن الله عز وجل يُجزي به العبد في الأخرة، ولكن للصيام دور في نيل شفاعة الرسول صل الله عليه وسلم فقال: (الصيامُ والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام ربِّ إني منعتُه الطعام والشراب بالنهار، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن، ربِّ، منعتُه النوم بالليل فشفِّعني فيه، فيشفعان ).

الدعاء بعد الأذان: الدعاء بعد الأذان من الأبواب المفتوحة لاستجابة الدعاء والشفاعة النبوية الشريفة فقالرسول الله صل الله عليه وسلم: (مَن قال حين يسمع النداء اللهم ربِّ هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة آتِ محمدًا الوسيلةَ والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة ).

 سُكنى المدينة: أن سُكنى المدينة والصبر على لأوائها والموت فيها من ضمن أسباب شفاعة النبي صل الله عليه وسلم للعبد يوم القيامة، ويظن ذلك حيث المدينة المنورة هي المكان الذي أوى النبي صل الله عليه وسلم وأصحابه من بطش الكفار في مكة، فمن سكن فيها وصبر على شدتها نال شفاعة النبي إذا كان مسلمًا.

كثرة المصلين على الميت: لقد جعل الله سبحانه وتعالى كثرة عدد المصليين على الميت من ضمن أسباب الشفاعة له ولهم أيضًا وقد أخبرنا النبي صل الله عليه وسلم بذلك، كما يوجد حديث عن كريب مولى ابن عباس عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه أنه قد مات ابن له فقال: (يا كريب، انظر ما اجتمع له من الناس، قال، فخَرجْتُ فإذا ناسٌ قد اجتمعوا له فأخبرته، فقال تقول هم أربعون قال نعم، قال أخرجوه، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول، ما من رجلٍ مسلم يموتُ فيقوم على جنازته أربعون رجلًا، لا يشركون بالله شيئًا، إلا شفَّعهم الله فيه ).

كثرة الصلاة: الصلاة هي نجاة العبد وخلاصه في الدنيا والآخرة فمن كان له حاجة عند الله سبحانه وتعالى عليه بكثرة الصلاة والسجود فلا يرد الله قلبًا خشع له وسبحه في صلاته، فمن صلى كثيرًا ودعى الله وجبت عليه شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.

الصبر والاحتساب: أن الصبر والاحتساب خاصًة في موت الابناء الصغار من أصعب الأشياء التي يمر بها الآباء والأمهات، ولذلك عظم الله أجرها فيجعل الله عز وجل جزائهم الجنة هم وآباؤهم، فعن أبي حسان قال: (قلت لأبي هريرة إنه قد مات لي ابنان، فما أنت محدِّثي عن رسول الله صل الله عليه وسلم بحديث تطيب به أنفسنا عن موتانا قال نعم، صغارُهم دعاميصُ الجنة يتلقَّى أحدهم أباه فيأخذ بثوبه كما آخذُ أنا بصَنِفة ثوبِك هذا، فلا يتناهى حتى يُدخلَه اللهُ وأباه الجنة ).
من أسباب إدراك الشفاعة يوم القيامة مصاحبة أهل الإيمان

لقد أوصانا الرسول صل الله عليه وسلم بمصاحبة أهل الإيمان فتأثير الصاحب أقوى من تأثير الأهل فالأصحاب نوعان منهم من يسحب صاحبه إلى النار والعياذ بالله، ومنهم من يأخذ بيده إلى جنة الخلد، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(يُوضَعُ الصراط بين ظهرَيْ جهنم، عليه حَسك كحسكِ السعدان، ثم يستجيزُ الناس فناجٍ مُسلَّم، ومجدوحٌ به، ثم ناجٍ ومحتبسٌ به منكوسٌ فيها، فإذا فرغ اللَّه عزَّ وجلَّ من القضاء بين العباد، يَفقِدُ المؤمنون رجالًا كانوا معهم في الدنيا، يصلُّون بصلاتهم، ويزكُّون بزكاتهم، ويصومون صيامَهم، ويحجُّون حجَّهم، ويغزون غزوَهم، فيقولون: أَيْ ربَّنا، عبادٌ من عبادِك كانوا معنا في الدنيا يصلون صلاتنا، ويزكون زكاتنا، ويصومون صيامَنا، ويحجون حجَّنا، ويغزون غَزْوَنا لا نراهم فيقول، اذهبوا إلى النار، فمن وجدتم فيها منهم فأخرجوه، قال، فيجدونهم قد أخذَتْهم النارُ على قدر أعمالهم، فمنهم مَن أخذته إلى قدميه، ومنهم مَن أخذته إلى نصف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى ركبتَيْه، ومنهم من أزرته، ومنهم مَن أخذته إلى ثديَيْه، ومنهم من أخذته إلى عنقِه ولم تغشَ الوجوه، فيستخرجونهم منها، فيُطرحون في ماء الحياةِ ).
معنى الشفاعة لغة واصطلاحًا

    لغًة.
    اصطلاحًا.

أن الشفاعة باب من أبوب الدخول إلى الجنة وقد خص بها الله عز وجل النبي محمد صل الله عليه وسلم عن دون الانبياء، فيأتي النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة شفيعًا لأمته ولكل من حمل في قلبه الإسلام، وللشفاعة معنيان في اللغة والاصطلاح وفيما يلي سوف نتعرف على معنى الشفاعة لغة واصطلاحًا وإليك هي:

الشفاعة لغًة: أن الشفاعة لغًة عبارة عن اسم مشتق من الفعل يشفع وشفع، وهو ضد الوتر ومعنى الشفع أن تعمل على جعل الشيء اثنين، وهو مشتق أيضًا من الشافع وهو الذي يقوم بضم شفاعته مع سؤال المشفوع له فيصبح اثنين وبالتالي تُبل الشفاعة.

الشفاعة اصطلاحاً: أما الشفاعة في علم الاصطلاح فهي عبارة عن التوسط لمن له وجاهة عند الغير وذلك من أجل جلب المنفعة أو دفع الضرر.
§§§§§§§§§§
[/SIZE]
[/color][/center]