النقرس ماهو الغذاء المسموح وغير المسموح به؟!!

من طرف **mbelrem** الأحد مايو 05, 2013 1:05 pm

النقرس هو نوع من التهاب المفاصل المؤلم والذي يرتبط بشكل كبير بنوع التغذية وخاصة الإفراط في تناول اللحوم و والمأكولات البحرية والكحول. وبالتالي فإن علاج النقرس يعتمد بصورة اساسية علي الحمية الغذائية مما يجعل علاج النقرس من الصعوبة بمكان. إلا ان التقدم في الأدوية المعالجة قد يجعل الحمية الغذائية اقل صعوبة من ذي قبل.
واصبحت التوصيات الحدثية للتغذية لمريض النقرس مشابهه إلي حد كبير للتغذية الصحية السليمة للأشخاص الأصحاء. وبالاضافة الي ان هذا النظام الغذائي قد يعالج مريض النقرس بصورة جيدة إلا انه ايضا يحافظ علي الوزن المثالي والصحي للمريض مما يجنبه العديد من الأمراض المزمنه.
الهدف من التغذية:
يحدث النقرس عند ارتفاع مستوي حمض البوليك (Uric Acid) في الدم مما يسبب ترسب بلورات حمض البوليك في المفاصل وتحت الجلد وبعض ألأعضاء الأخري مثل الكلي مسببه إلتهاب المفاصل وفي بعض الأحيان مضاعافات شديدة. وينتج حمض البوليك نتيجة لتكسير مادة البيورين الموجودة بصورة طبيعية بالجسم أو المكتسبة نتيجة تناول بعض الأطعمة مثل مثل اللحوم، والأنشوجة والرنجة، وطحالب الاسبريجس وفطر عيش الغراب.
وإتباع نظام غذائي خاص بالنقرس يساعد علي السيطرة علي انتاج والقضاء علي حمض البوريك مما يقلل او حتي يمنع من نوبات الألم الشديدة المصاحبة للنقرس. ويجب أن ندرك تماما أن النظام الغذائي ليس علاجاً لمرض النقرس بل يساعد علي الاقلال من مضاعافاته وحدوث النوبات الحادة المصاحبة للنقرس. والسمنة عامل خطر لمرض النقرس ويزيد من احتمالية الإصابة به. لذا فإن خفض الوزن يساعد بصورة كبيرة علي خفض المخاطر المصاحبة لنوبات هذا المرض.
تفاصيل الحمية الغذائية:
وتعتمد حمية النقرس علي الإقلال من تناول الأطعمة العالية بالبيورينات، مثل المنتجات الحيوانية، مما يساعد على السيطرة على إنتاج الجسم لحمض البوليك. كما تعتمد أيضا علي الإقلال من تناول الكحوليات خاصة البيرة والتي ثبت تورطها في تسبب نوبات النقرس. كما يجب ان يفقد المريض بالسمنة جزءا مهما من وزنه ولكن عليه أن يتجنب الصيام أو الفقدان السريع للوزن الذي قد يسبب هياج نوبات النقرس. كما يجب عليه أن يتناول كميات كبيرة من السوائل والتي تساعد علي غسل بلورات حامض البوليك من الجسم. كما يجب الابتعاد عن الحمية الغذائية المعتمدة بالاساس علي تناول كميات كبيرة من البروتينات والتي تسبب ارتفاع حاد بنسبة حمض البوليك بالدم.
ويجب اتباع التعليمات الغذائية التالية:

1- الحد من تناول اللحوم والدواجن والأسماك.
حيث تحتوي البروتينات الحيوانية على نسبة عالية من البيورين. كما يجب الحد من أو الإقلال لدرجة شديدة من الأطعمة عالية البيورين، مثل اللحوم والرنجة والأنشوجة والماكريل. كما يصاحب تناول اللحوم الحمراء (لحوم البقر والخنزير والضأن)، والأسماك الدهنية والمأكولات البحرية (سمك التونة والروبيان واللوبستر والمحار المروحي) زيادة خطر النقرس. ولأن كل اللحوم والدواجن والأسماك تحتوي على البيورينات، لذا يجب الحد من تناولها ل4-6 أوقية (113-170 غرام) يوميا.
2- التوقف عن تناول الدهون:
حيث أن الدهون المشبعة تخفض من قدرة الجسم على التخلص من حمض البوليك. كما يجب اختيار البروتينات ذات الأصل النباتي، مثل الفول والبقوليات، ومنتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدهون والتي تساعد على خفض كمية الدهون المشبعة في النظام الغذائي. هذا ويجب أن لا ننسي دور تناول الدهون المشبعة في الاصابة بالسمنة والتي تزيد من فرص الاصابة بمرض النقرس.
3- يجب الحد من أو تجنب الكحول:
حيث يمنع الكحول الجسم من التخلص من حمض البوليك بطريقة كافية من الجسم. وشرب البيرة علي الأخص ارتبطت إرتباطا وثيقاً بحدوث نوبات النقرس. لذا اذا دخل المريض بنوبة نقرس يجب عليه التوقف تماما عن تناول جميع المشروبات الكحولية.
4-الحد من أو تجنب الأطعمة المحلاة بشراب الذرة عالي الفركتوز:
الفركتوز هو الكربوهيدرات الوحيد المعروف بقدرته علي زيادة حمض البوليك. لذا من الأفضل تجنب المشروبات المحلاة بشراب الذرة عالي الفركتوز، مثل المشروبات الغازية أوالعصائر. ويجب العلم بأن العصائر التي تتكون من مائة بالمئة من الفاكهة لا تسبب زيادة إنتاج حمض البوليك.
5- يجب اختيار الكربوهيدرات المعقدة:
مثل تناول الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات كما يجنب الإقلال من الكربوهيدرات المكررة مثل الخبز الأبيض والكعك والحلوى.
6- يجب اختيار منتجات الألبان قليلة الدسم أو الخالية من الدهون:
وقد أظهرت بعض الدراسات أن منتجات الألبان قليلة الدسم يمكن أن تساعد في الحد من خطر النقرس.

هذا مثال لما يمكن أن يتناوله مريض النقرس خلال يوم:
الإفطار:
- الحبوب الكاملة والحبوب غير المحلاة مع الحليب الخالي من الدسم أو حليب قليل الدسم، مع الفواكه الطازجة

- الخبز المصنوع من كامل القمح (يحتوي علي نخالة القمح) والخالي من السمن.
- عصائر الفاكهة والتي تحتوي علي تركيز مائة بالمائة فاكهة
- القهوة.
الغذاء:
- اللحوم الخالية من الدهون، الدجاج أو السمك (2 إلى 3 أونصات) على شطيرة خبز كامل القمح، مع الخس والطماطم وزبده قليل الدسم.
- الجزر والكرفس، مع سلطة خضراء او شوربة خضار.
-الفاكهة الطازجة، مثل التفاح والبرتقال أو الكمثرى
- حليب خالي أو قليل الدسم

العشاء:
-الدجاج محمصة أو مطبوخة (2 إلى 3 أونصات)
-خضار مطبوخ على البخار
- البطاطا المخبوزة مع القشدة الحامضة قليلة الدسم
- سلطة خضراء مع الطماطم وصلصة قليلة الدسم.
- الفاكهة الطازجة، مثل التوت أو البطيخ.
المشروبات غير الكحولية، مثل الماء أو الشاي.
كما يمكن أضافة الوجبات الخفيفة إلى هذه القائمة طالما كان اتخاذ الخيارات صحية - مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، والمكسرات في بعض الأحيان - طالما كنت محافظا علي وزنك الصحي وضمن حدود السعرات الحرارية المسموح بها.
النتائج:
إن اتباع نظام غذائي خاص بالنقرس يمكن أن يساعد على الحد من إنتاج الجسم لحامض البوليك بالآضافة الي قدرته علي التخلص منه. لكن يجب الإدراك انه لن يخفض تركيز حامض البوليك في الدم لدرجة تكفي لعلاج النقرس بدون استخدام دواء ولكنه قد يساعد على تقليل عدد الهجمات والحد من شدتها.
بالاضافة لحمية النقرس والحد من السعرات الحرارية فإن القيام بممارسة الرياضة بصورة يومية ومعتدلة، مثل المشي السريع - يمكن أن يحسن من الصحة العامة الخاصة بالمريض عن طريق مساعدة على تحقيق والحفاظ على وزن صحي.
المخاطر:
إن النظام الغذائي الخاص بالنقرس لا تختلف كثيرا عن أنماط التغذية الصحية العادية التي توصي بها النظمات الصحية الأمريكية لذا فإن مخاطر هذه الحمية قليلة، إن وجدت.

الأستاذ الدكتور/ محمد البلتاجي استاذ مساعد طب الأطفال وقلب الأطفال بكلية الطب جامعة طنطا مصر واستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة والمراهقين بمستشفي البحرين الدولي