حكاياتٌ لم يكتب لها البوح ...

من طرف سراب الجمعة نوفمبر 08, 2013 7:00 pm

حين نحلم فلأننا نتنفس ...

وكما يدل الهواء الخارج من رئتينا على حياتنا ...

فإن ما ننسجه من أحلامٍ في مخيلتنا، هي أكبر دليلٍ على أننا نتنفس

بطريقةٍ أكثر وضوحاً وبشكلٍ أكثر جلاءً للآخرين ...

فإذا ما توقفنا عن الحلم، توقفت حياتنا

وصرنا دمى تعيش ولا تحيا ...

في كنف الليل وعندما يرخي سدوله

ويبقى الجميع في سكونٍ بلا حركة

عندما يخيم الصمت ويطبق على المكان ...

ثمة أشياءٍ تأبى أن يلتهمها الليل

تتسكع في شوارع الحلم الفاخرة

وتتكئ على حدبة الضوء ...

في لوحةٍ بلا ألوان

وكلماتٍ بلا سطور

لغتها الوحيدة ... أمنياتٌ تعزف في مخيلة إنسان

كثيرة هي تلك الأحلام التي ارتجيتها في أفق الشروق

ممتزجة بتطلعٍ نحو الآتي الذي يخترق كل الحجب

وترنو لذلك المستقبل المتلألئ ...

فنسجت أحلامي من شعاع الشمس الضئيل

ورسمتها في حكايات مسورة ...

وكثيرة أيضاً تلك الليالي التي سهرتها

لأغزل من وجه الأمل وشاحاً لأحلامي ...

في انتظار أن تصبح أمنياتي حقيقة

مع إشراقة الصباح ...

ولكن، عندما عانق ضوء شمس الضحى زجاج نافذتي ...

أدركت أن معالم أحلامي قد ضاعت

قبل أن تشرق على صفحة الأرض

وتبخرت تحت وطأة شمس واقعنا المحرقة ...

و بقيت أمنياتي

حكاياتٌ لم يكتب لها البوح ...

ولكن مهلا ...

هل سأبقى أراقب أُفول تلك الشمس

التي كان انعكاس خيوطها يصنع السراب ...

وأنظر إلى أحلامي من بعيد

وهي تتهاوى ... تتهاوى

لتضيع بين صخب الحياة وضجيج الحضارة ...

كلا، سأتوقف هنا ...

لن أدع اليأس يلتهم أشلاء حلمي

ليجعله بقايا شتات يصافح الهوامش ...

لن أدعه يتحدى وهج فوانيس الانتظار الصدئة

ويطفئ قناديل الآمال في قلبي ...

وثمة شموسً تتوارى خلف الأفق

لترسم لي الطريق إلى عالمً آخر ...

عالمٌ من نور، تبيد إشراقته أشباح الظلام

دروبه أحلامٌ لا تموت

وطرقاته آمال تخرس نبض الألم ...

هنآك ... سأقف تحت سماءٍ تعانق أحلامي

وهنآك فقط

أحلامي الأفلاطونية الخصبة ... ستصبح حقيقة .