من طرف الثلج الاسود الأحد مارس 30, 2014 7:05 pm
عنوان مقالي هذا عبارة اقتطعتها من رسالة تلقيتها عبر جوالي، مشفوعة بالحث على التبرع للأطفال المعوقين، وقد تأملت هذه الكلمات الأربع، فوجدتها تحمل بين حروفها القليلة معاني غزيرة، قد تغيب عن كثيرين منا، ممن يكتفون بالمعاني القريبة المرتبطة بها، أو بما صاحبها من مناشدة للتبرع بالمال تحديدا. رحت أجول بعقلي وخاطري في كلمتين اثنتين من هذه العبارة، وهما المقدرة، والعطاء، فوجدت أننا نختزل الأولى فيما نمتلكه من مال، ونقصر الثانية على الزكاة والصدقات ونحوهما، مع أن المقدرة أعم وأوسع من المال، والعطاء، لا ينحصر في هذه الوجوه التي هي بالفعل من العطاء. فالمقدرة، قد تكون بدنية جسمانية، وهي من أعظم النعم حقا، ومن ثم أسخر هذه المقدرة البدنية في مساعدة الضعفاء، فما أمتع من أن تساعد كبيرا في حمل ما لا يقدر على حمله من متاع أو أغراض، وكلنا ينزل إلى الأسواق، ويشاهد كبارا وصغارا لا يقوون على حمل أمتعتهم. والمقدرة قد تكون ذهنية عقلية، وقد اختص الله تعالى به بعض خلقه، وهي نعمة جليلة، لا نؤدى زكاتها، وما أروع أن نجود بما حبانا الله تعالى من علم وفهم على السائلين والمحتاجين، فلا نكتم علما، ولا نتصنع (الغباء) ولا ندخر وسعا في إرشاد الآخرين، فمن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة. والمقدرة قد تكون دينية، كأن يفيض الخالق على بعض عباده حفظا وفهما صحيحا لشرعه ودينه، ومن ثم يكون على هؤلاء أن يبينوا للناس ما خفي عليهم من أمور دينهم ودنياهم. والمقدرة قد تكون لسانية، وتتجسد عند هؤلاء الذين أتاهم الله تعالى طلاقة في اللسان، وقدرة على الإقناع، ومن هؤلاء بالطبع الدعاة والآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والمجادلون بالحسنى، وما أعظم وأروع أن تهدي إنسانا، أو أن تسهم في نشر معروف، ومنع منكر. ومن المؤكد أن أبرز وجوه المقدرة ما يتمتع به البعض من رزق وفير وخير عميم، ولعلنا نعرف جميعا أثر أنعكاس تلك النعمة على الناس. راقب نفسك، ستجدك ــ إن شاء الله تعالى ــ متمتعا بمقدرة وبفضل قد حباك الله به. فإذا وجدت ذلك وحتما ستجده فلا تبخل على الآخرين بالعطاء واجعلهم يشاركونك في هذه النعم، وعندها ستشعر بمتعة لا تقدر، وبراحة نفسية غامرة لا تخفى، ناهيك عما ادخره الله تعالى لك في الآخرة من ثواب. تذكر هذه العبارة، بل حاول أن تعيشها، وأن تجعلها محركا لك ولحياتك، انظر في نفسك، تأمل في أفضال الله تعالى عليك، لا تجعل المال هو مقياس القدرة، ولا منتهى النعمة، فقد يكون المال نقمة، بل وعامل ضعف يودى بصاحبه إلى التهلكة. جرب وأنا معك ــ أن تمنح الآخرين مما حباك الله تعالى من نعم، وصدقني أنك ستشعر بمتعة لا تقدر، وبراحة لا يتخيلها أحد. واعلم أن الحياة ليست أن تتردد الأنفاس في الصدور، ولكن الحياة أن تقدم للناس عملا خيرا يستفيدون منه. فاللهم ارزقنا شكر نعمائك، وقنا شح أنفسنا.
|
|
|
|
الأحد أبريل 14, 2024 10:55 pm من طرف جنى بودى
» اعداد رسائل الماجستير و الدكتوراه بكل اريحية
الخميس أبريل 11, 2024 8:21 pm من طرف مدام ششريهان
» مصنع ساف للبيتومين
الثلاثاء أبريل 09, 2024 12:38 am من طرف مدام ششريهان
» PDF Help: الحل الشامل لجميع احتياجات ملفات PDF!
الإثنين أبريل 08, 2024 2:49 am من طرف جنى بودى
» بصدقتك ترعاهم جمعية اصدقاء مرضى السكر الخيرية
السبت مارس 30, 2024 6:06 am من طرف جنى بودى
» حملة هيل ورمان الرمضانية لتجهيز وتوزيع وجبات افطار الصائم
الثلاثاء مارس 19, 2024 4:35 am من طرف جنى بودى
» تخفيضات هائلة على أثاث المنزل والمفروشات في الإمارات والكويت!
الجمعة مارس 15, 2024 4:24 am من طرف جنى بودى
» تخفيضات هائلة على أثاث المنزل والمفروشات في الإمارات والكويت!
الجمعة مارس 15, 2024 4:02 am من طرف جنى بودى
» اكتشف عالم الديكور بتوفيرات مذهلة: كوبونات الأثاث المنزلي الرائعة
الأربعاء مارس 13, 2024 11:54 pm من طرف جنى بودى
» افضل شركة تنظيف اثاث بالرياض 20% خصم
الخميس فبراير 29, 2024 4:00 pm من طرف ranamohamed