الدعاء الي شهادة ان لااله الا الله

حديث معاذ بن جبل:

قال الإمام مسلم: حدثنا أبى بكر بن أبي شيبه وأبر قريب وإسحاق بن إبراهيم جميعا عن وكيع قال أبو بكر حدثنا وكيع عن ذكريا بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبى معبد عن ابن عباس عن معاذ بن جبل قال أبو بكر ربما ربما قال وكيع عن أبن عباس أن معاذ قال: ((بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنك تأتى قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة إن لا إله إلا الله وأنى رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)) (مسلم: 29).

وقبل أن نتعرض لمتن هذا الحديث نبين مسلك مسلم في هذا الإسناد كما بينا الإمام النووي قال الإمام النووي قوله عن أبى معبد عن ابن عباس عن معاذ قال أبو بكر يعنى بن أبى شيبة وربما قال وكيع عن ابن عباس أن معاذاً قال الإمام النووي هذا الذي فعله مسلم رحمه الله نهاية التحقيق والاحتياط والتدقيق فإن الرواية الأولي قال فيها عن معاذ والثانية أن معاذ وبين أن وعن فرق فإن الجماهير قالوا أن كعن فيحمل على الاتصال وقال جماعة لا تلتحق أن بعن بل تحمل أن على الانقطاع ويكون الحديث مرسلا ولكنه هنا يكون مرسل صحابي له حكم المتصل على المشهور من مذاهب العلماء وفي قول الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني إنه لا يحتج به فاحتاط به مسلم رحمه الله وبين اللفظين والله أعلم.

قوله صلى الله عليه وسلم ((إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فأدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله)) إلى نهاية الحديث أما الكرائم فجمع كريمة وهى لفظة جامعة وهى جامعة الكمال الممكن في حقها من غزارة لبن وجمال صورة أو كثر لحم أو صوف وهكذا الرواية ((وإياك وكرائم)) بالواو في قوله وكرائم قال بن كتيبة ولا يجوز إياك كرائم أموالهم بحذفها ومعنى ((ليس بينها وبين الله حجاب)) أي أنها مسموعة لا ترد وفي هذا الحديث قبول خبر الواحد ووجوب العمل به وفيه أن الوتر ليس بواجب أنه قال ((خمس صلوات في كل يوم وليلة)) والرسول صلى الله عليه وسلم قد بعث معاذاً إلى اليمين قبل وفاته بقليل وفيه أن السنة أن الكفار يُدعون إلى التوحيد قبل القتال وفيه أنه لا يحكم بإسلامه إلا بالنطق بالشهادتين وهذا مذهب أهل السنة وفيه أن الصلوات الخمس في كل يوم وليلة وفيه بيان عظم تحريم الظلم (شرح مسلم 1 272 -273).

منقووول