التسامح والضعف والعقل والسذاجة

كنت أعامل شخصا بحسن نية وتسامح وهو شخص محترم ولكن ، أخطأت يوما في حقه خطأ عاديا و بسيطا ،، فإذا هو يلقي بسيل من الكلمات الجارحة وينتقد شخصي رغم إني أحسنت إليه فتعجبت من هذا التصرف وفسرته بالاتي :
الشخص السهل عند الناس ، سهل عليهم بكل شئ :
الشخص السهل الواضح يحبه الكثيرين ...
ولكن قد يستغله البعض ، قد يسئ إليه البعض !!! لماذا ؟
أولا : لأنه سهل ، تعود الناس منه عدم اللوم والتسامح أو الرأي ، فهو ذلك الشخص الذي تستطيع أن تتكلم معه في كل وقت ، لا تتكلف عند الحديث معه ، تشعر بالوضوح التام وعدم الغموض في التعامل معه ، لا تتردد كثيرا عندما تطلب منه شيئا ، واحيانا كان نفسه لا حق لها في الرفض !!
عدم الخوف والأمان أيضا ..!! فأنت عند الدخول عليه بالحديث لا تخاف من إحراج أو سوء معاملة أو ردة فعل فأبوابه غير مغلقة والمسامحة هي شعاره. لذلك يدخل الكل وببساطة ...
و لذلك سهل جدا على الكثيرين انتقاده أو لومه أو حتى تجريحه !!!!
فالنفس البشرية كما تعودت أن تأخذ منه بكل سهولة وتتكلم معه بكل سهولة، أيضا تجد من السهل جدا تجريحه أو أن تقول عنه ما تريد بلا مراعاة لمشاعره.
لذلك أتذكر جيدا وأنا طفل بالابتدائي ، كان مكتوب بواجهة البقالة التي كنت اذهب اليها ليل نهار المثل (اتق شر من أحسنت إليه )، كنت أديره بعقلي الصغير وأقول خطأ كبير ، كيف يكون من أحسنت إليه عنده شر إليك، لا يحدث أبدا مثل ذلك ، وبعد طول زمان علمت انه يحدث ، كما في مثل هذه الحالة .
والحل : أما أن تغلق الأبواب في وجه المستغلين – وغير المحترمين ، ويجب أن تعرف أن طبيعة البشر هي اغلبها بهذا الاتجاه- وللآسف .
أو تضع إشارات ولوحات إضافية عند دخول مدينتك مثل ( يرجي عدم المشئ على الحشائش ، لا تقلي المخلفات على الطريق ) لان ليس كل الناس راقيين بالتعامل .
لا يفرق الناس بين البراءة و قلة العقل .
الأطفال مضرب المثل في البراءة والعفوية وحسن النية ،، وأيضا هم يضرب بهم المثل بقلة العقل أو السذاجة (يقول لك : ياهل أنت ؟ ,, بزر أنت ؟ عقلك مثل الأطفال)
لكن يجب أن نلاحظ حتى الأطفال ينمو عقولهم مع الأيام ,, فلا نعامله أمس كاليوم ،،احترم عقل الطفل فقد يفهم الكثير أو احترم ( نمو عقل الطفل )
ولكن أهم من هذا وهو محور نقاشنا هنا ، احترم عقل الشخص (الطيب البرئ ) ولا تخلط بين البراءة والسذاجة ، لا تعامله كالطفل في العقل فهو قد يكون اذكي منك ، بل هو كذلك .
كثير من_القلوب_ الطيبة * تشكو من تغير بعض الناس عليهم رغم إحسانهم لهم ،، فالبعض تحسن إليه وتعطيه مساحات من الاهتمام والإحسان وحسن المعاملة ، فإذا أخطأت يوما تجده لا يبالي أن يجرحك أو يستهتر بشخصك .
ولكن السؤال المهم والمقصود بهذا المقال ، بعض أحبابنا والمقربين لنا يتعاملون معنا بهذه الطريقة ؟ ما الحل ؟
اعتقد أن الحل هو أن ترسلهم إشارات لطيفة ، ومفادها :

- لا ينسوا أن لك عقلا راجحا ، إشارات مباشرة او غير مباشرة ، لا تصل للغرور ولا ولكن تحوي شئ من الاعتزاز والثقة بالنفس والعقل
- لا ينس وان لك مساحة خاصة ، وان التسامح ليس بكل شئ

- لا تدعهم يخلطون بين التسامح والسذاجة ، ارسل لهم اشارات منطقية عقلية مفادتها انك تعرف كل شئ ، دع فرصة للناس ان يثقوا بك
- لا تندم على الاحسان للناس ابدا واحتسبه عند الله ، وما كان التسامح ضعفا ، فالفرق بين التسامح والضعف ان الاخير تترك حقك خائفا وفي التسامح تترك حقك راضيا ...وثق بشخصك

أما الذين لا يستحقون _و_الاستغلاليين ، فاقترح عليك أن تمسحهم من قائمتك ، لأني متأكد انك كلما عاملتهم بالتسامح يعاملوك_ بالسوء ..