المواضيع الأخيرة
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 39 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 39 زائر :: 2 عناكب الفهرسة في محركات البحثلا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 180 بتاريخ الأربعاء ديسمبر 17, 2014 10:37 pm
حكمة اليوم
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 1238 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Ltfehbeb فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 90141 مساهمة في هذا المنتدى في 30916 موضوع
المواضيع الأكثر شعبية
كيف نخشي الله ؟
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
كيف نخشي الله ؟
كيف نخشي الله ؟


الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد :
فإن لقائنا اليوم بمشيئة الله تبارك وتعالي مع درس جديد بعنوان (خشية الله) نسأل الله تبارك وتعالي أن يجعلنا واياكم من الخاشعين والخاضعين لله تبارك وتعالي
[size=48](( بداية ما هي الخشية ؟ ))[/size]
قال ابن القيم رحمه الله : الوجل والخوف والخشية والرهبة ألفاظ متقاربة غير مُترادفـة .وقال : وقيل الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره والخشية أخصّ من الخوف . مدارج السالكين 1 / 512 وما بعدها .
وقال المناوي : الخشية تألم القلب لتوقع مكروه مستقبلا ، يكون تارة بكثرة الجناية من العبد ، وتارة بمعرفة جلال الله وهيبته ومنه خشية الأنبياء .الوقيف على مهمات التعاريف 314.
وبعضهم قيّد الخشية بما كان في حق الله ، والخوف في حق الآدميين ، قال تعالى : \" الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) سورة الأحزاب .
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:لاَ يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ ؟ قَالَ : يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ ثُمَّ لاَ يَقُولُ فِيهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ خَشْيَةُ النَّاسِ. فَيَقُولُ فَإِيَّاىَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى. أخرجه أحمد 3/30(11275) و\"ابن ماجة\" 4008 .
وقال السمعاني : والخشية والخوف بمعنى واحد.
وقيل الخشية أخص من الخوف . وهي من أعمال القلوب؛ أي من العبادات القلبية، وهي حقٌّ لله سبحانه وتعالى لا يجوز أن يُشرك معه فيها غيره. وبعبارة مختصرة هي التقوى ومخالفة الهوى
ورد ذكر الخشية في اكثر من اية من كتاب الله عز وجل من ذلك :
ما ورد في سورة البقرة في قوله تعالي :
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)
وقوله تعالي بسورة فاطر
وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ.
وقال سبحانه بسورة الزمر
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23).
من أعظم ما يعين العبد علي خشية الرب أن يتعرف علي خالقه ويتعرف علي صفاته فيضع نصب عينيه هذه الاية بسورة غافر
غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)
فهذه هي حقيقة الخشية أيها الاحباب أن يمتلأ القلب بالخوف المقرون بالرجاء الخوف من معرفتك بذنوبك وتقصيرك في حق ربك أمام النعم التي أنعم بها عليك فيتذكر قوله سبحانه وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48) فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ۚ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ۚ وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَٰؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ .
وفي نفس الوقت ترجوا رحمته سبحانه فتتذكر قوله سبحانه :
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
أتذكر حديثا عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ؛أَنَّ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى شَابٍّ ، وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : وَاللهِ ، يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم : لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ ، فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو ، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ. أخرجه \"ابن ماجة\" 4261 والتِّرْمِذِيّ\" 983 و\"النَّسائي\" ، في \"عمل اليوم والليلة\" 1062 .
فالإنسان قد يقع زللاً منه ولكن خشيته لله تدفعه دفعاً لمحاسبة نفسه والتوبة من هذا الذلل حتي لا يلقي الله به ففي الحديث عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ الأَسْلَمِيَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صل الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَزَنَيْتُ ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي ، فَرَدَّهُ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ ، فَرَدَّهُ الثَّانِيَةَ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِهِ ، فَقَالَ : أَتَعْلَمُونَ بِعَقْلِهِ بَأْسًا ؟ تُنْكِرُونَ مِنْهُ شَيْئًا ؟ فَقَالُوا : مَا نَعْلَمُهُ إِلاَّ وَفِيَّ الْعَقْلِ ، مِنْ صَالِحِينَا ، فِيمَا نُرَى ، فَأَتَاهُ الثَّالِثَةَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَيْضًا ، فَسَأَلَ عَنْهُ ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ ، وَلاَ بِعَقْلِهِ ، فَلَمَّا كَانَ الرَّابِعَةَ ، حَفَرَ لَهُ حُفْرَةً ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ. قَالَ : فَجَاءَتِ الْغَامِدِيَّةُ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ فَطَهِّرْنِي ، وَإِنَّهُ رَدَّهَا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لِمَ تَرُدُّنِي ؟ لَعَلَّكَ أَنْ تَرُدَّنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزًا ، فَوَاللهِ إِنِّي لَحُبْلَى ، قَالَ : إِمَّا لاَ ، فَاذْهَبِي حَتَّى تَلِدِي ، فَلَمَّا وَلَدَتْ ، أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي خِرْقَةٍ ، قَالَتْ : هَذَا قَدْ وَلَدْتُهُ ، قَالَ : اذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ ، فَلَمَّا فَطَمَتْهُ ، أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ ، فَقَالَتْ : هَذَا يَا نَبِيَّ اللهِ ، قَدْ فَطَمْتُهُ ، وَقَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ ، فَدَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا إِلَى صَدْرِهَا ، وَأَمَرَ النَّاسَ فَرَجَمُوهَا ، فَيُقْبِلُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ ، فَرَمَى رَأْسَهَا ، فَتَنَضَّحَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِ خَالِدٍ ، فَسَبَّهَا ، فَسَمِعَ نَبِيُّ اللهِ صل الله عليه وسلم سَبَّهُ إِيَّاهَا ، فَقَالَ : مَهْلاً يَا خَالِدُ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً ، لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ. أخرجه أحمد 5/347(23330). و\"مسلم\" 5/12 0(4451) و\"أبو داود\" 4442 في \"الكبرى\" 7129 .
من أعظم الأسباب الجالبة لخشية الله أن يستحضر العبد مراقبة الله له فمن استحضر أن الله مطلع عليه في جميع أحواله كان ذلك سبباً في خشيته لله كما قال الحبيب النبي لجبريل عليه السلام عندما سأله عن الاحسان «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
كذلك أن يوقن أن الصغير والكبير مسطر في كتاب محفوظ وأنه سيلاقيه يوم القيامة يقرأه منشورا كما قال سبحانه بسورة الاسراء وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)
كذلك فمن أسباب خشية الله أن يعلم العبد أنه سيقف بين يدي الله يوم القيامة ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان فيسأله كما قال النبي عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صل الله عليه وسلم: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ).
كذلك من أعظم الأسباب لذلك الحرص علي تلاوة كتاب الله عز وجل وتدبر آياته والوقوف علي معانيه والمراد منه فتتعايش بقلبك وعقلك بتدبر وفهم فذلك أدعي أن تخشي الله عز وجل والأسباب الجالبة لخشية الله كثيرة لمن أراد نسأل الله تبارك وتعالي أن يجعلنا واياكم من أصحاب القلوب التي تخشي ربها وتخضع له سبحانه وتعالي إنه ولي ذلك والقادر عليه وصل اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليم كثيراً.
§§§§§§§§§§§§
فإن لقائنا اليوم بمشيئة الله تبارك وتعالي مع درس جديد بعنوان (خشية الله) نسأل الله تبارك وتعالي أن يجعلنا واياكم من الخاشعين والخاضعين لله تبارك وتعالي
[size=48](( بداية ما هي الخشية ؟ ))[/size]
قال ابن القيم رحمه الله : الوجل والخوف والخشية والرهبة ألفاظ متقاربة غير مُترادفـة .وقال : وقيل الخوف هرب القلب من حلول المكروه عند استشعاره والخشية أخصّ من الخوف . مدارج السالكين 1 / 512 وما بعدها .
وقال المناوي : الخشية تألم القلب لتوقع مكروه مستقبلا ، يكون تارة بكثرة الجناية من العبد ، وتارة بمعرفة جلال الله وهيبته ومنه خشية الأنبياء .الوقيف على مهمات التعاريف 314.
وبعضهم قيّد الخشية بما كان في حق الله ، والخوف في حق الآدميين ، قال تعالى : \" الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) سورة الأحزاب .
عَنْ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ:لاَ يَحْقِرْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَحْقِرُ أَحَدُنَا نَفْسَهُ ؟ قَالَ : يَرَى أَمْرًا لِلَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ مَقَالٌ ثُمَّ لاَ يَقُولُ فِيهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُولَ فِي كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ خَشْيَةُ النَّاسِ. فَيَقُولُ فَإِيَّاىَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ تَخْشَى. أخرجه أحمد 3/30(11275) و\"ابن ماجة\" 4008 .
وقال السمعاني : والخشية والخوف بمعنى واحد.
وقيل الخشية أخص من الخوف . وهي من أعمال القلوب؛ أي من العبادات القلبية، وهي حقٌّ لله سبحانه وتعالى لا يجوز أن يُشرك معه فيها غيره. وبعبارة مختصرة هي التقوى ومخالفة الهوى
ورد ذكر الخشية في اكثر من اية من كتاب الله عز وجل من ذلك :
ما ورد في سورة البقرة في قوله تعالي :
وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)
وقوله تعالي بسورة فاطر
وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ.
وقال سبحانه بسورة الزمر
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23).
من أعظم ما يعين العبد علي خشية الرب أن يتعرف علي خالقه ويتعرف علي صفاته فيضع نصب عينيه هذه الاية بسورة غافر
غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)
فهذه هي حقيقة الخشية أيها الاحباب أن يمتلأ القلب بالخوف المقرون بالرجاء الخوف من معرفتك بذنوبك وتقصيرك في حق ربك أمام النعم التي أنعم بها عليك فيتذكر قوله سبحانه وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (48) فَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِّنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ ۚ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا ۚ وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَٰؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ .
وفي نفس الوقت ترجوا رحمته سبحانه فتتذكر قوله سبحانه :
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
أتذكر حديثا عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ؛أَنَّ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى شَابٍّ ، وَهُوَ فِي الْمَوْتِ ، فَقَالَ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : وَاللهِ ، يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَرْجُو اللَّهَ ، وَإِنِّي أَخَافُ ذُنُوبِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم : لاَ يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ ، فِي مِثْلِ هَذَا الْمَوْطِنِ ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ مَا يَرْجُو ، وَآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ. أخرجه \"ابن ماجة\" 4261 والتِّرْمِذِيّ\" 983 و\"النَّسائي\" ، في \"عمل اليوم والليلة\" 1062 .
فالإنسان قد يقع زللاً منه ولكن خشيته لله تدفعه دفعاً لمحاسبة نفسه والتوبة من هذا الذلل حتي لا يلقي الله به ففي الحديث عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛أَنَّ مَاعِزَ بْنَ مَالِكٍ الأَسْلَمِيَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ صل الله عليه وسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي قَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَزَنَيْتُ ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ تُطَهِّرَنِي ، فَرَدَّهُ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ ، فَرَدَّهُ الثَّانِيَةَ ، فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم إِلَى قَوْمِهِ ، فَقَالَ : أَتَعْلَمُونَ بِعَقْلِهِ بَأْسًا ؟ تُنْكِرُونَ مِنْهُ شَيْئًا ؟ فَقَالُوا : مَا نَعْلَمُهُ إِلاَّ وَفِيَّ الْعَقْلِ ، مِنْ صَالِحِينَا ، فِيمَا نُرَى ، فَأَتَاهُ الثَّالِثَةَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَيْضًا ، فَسَأَلَ عَنْهُ ، فَأَخْبَرُوهُ أَنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهِ ، وَلاَ بِعَقْلِهِ ، فَلَمَّا كَانَ الرَّابِعَةَ ، حَفَرَ لَهُ حُفْرَةً ، ثُمَّ أَمَرَ بِهِ فَرُجِمَ. قَالَ : فَجَاءَتِ الْغَامِدِيَّةُ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي قَدْ زَنَيْتُ فَطَهِّرْنِي ، وَإِنَّهُ رَدَّهَا، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لِمَ تَرُدُّنِي ؟ لَعَلَّكَ أَنْ تَرُدَّنِي كَمَا رَدَدْتَ مَاعِزًا ، فَوَاللهِ إِنِّي لَحُبْلَى ، قَالَ : إِمَّا لاَ ، فَاذْهَبِي حَتَّى تَلِدِي ، فَلَمَّا وَلَدَتْ ، أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي خِرْقَةٍ ، قَالَتْ : هَذَا قَدْ وَلَدْتُهُ ، قَالَ : اذْهَبِي فَأَرْضِعِيهِ حَتَّى تَفْطِمِيهِ ، فَلَمَّا فَطَمَتْهُ ، أَتَتْهُ بِالصَّبِيِّ فِي يَدِهِ كِسْرَةُ خُبْزٍ ، فَقَالَتْ : هَذَا يَا نَبِيَّ اللهِ ، قَدْ فَطَمْتُهُ ، وَقَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ ، فَدَفَعَ الصَّبِيَّ إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَحُفِرَ لَهَا إِلَى صَدْرِهَا ، وَأَمَرَ النَّاسَ فَرَجَمُوهَا ، فَيُقْبِلُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِحَجَرٍ ، فَرَمَى رَأْسَهَا ، فَتَنَضَّحَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِ خَالِدٍ ، فَسَبَّهَا ، فَسَمِعَ نَبِيُّ اللهِ صل الله عليه وسلم سَبَّهُ إِيَّاهَا ، فَقَالَ : مَهْلاً يَا خَالِدُ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً ، لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَغُفِرَ لَهُ ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهَا وَدُفِنَتْ. أخرجه أحمد 5/347(23330). و\"مسلم\" 5/12 0(4451) و\"أبو داود\" 4442 في \"الكبرى\" 7129 .
من أعظم الأسباب الجالبة لخشية الله أن يستحضر العبد مراقبة الله له فمن استحضر أن الله مطلع عليه في جميع أحواله كان ذلك سبباً في خشيته لله كما قال الحبيب النبي لجبريل عليه السلام عندما سأله عن الاحسان «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
كذلك أن يوقن أن الصغير والكبير مسطر في كتاب محفوظ وأنه سيلاقيه يوم القيامة يقرأه منشورا كما قال سبحانه بسورة الاسراء وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا (14) مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15)
كذلك فمن أسباب خشية الله أن يعلم العبد أنه سيقف بين يدي الله يوم القيامة ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان فيسأله كما قال النبي عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صل الله عليه وسلم: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ سَيُكَلِّمُهُ اللّهُ، لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تُرْجُمَانٌ، فَيَنْظُرُ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ أَشْأَمَ مِنْهُ فَلاَ يَرَى إِلاَّ مَا قَدَّمَ، وَيَنْظُرُ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلاَ يَرَى إِلاَّ النَّارَ تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَاتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ).
كذلك من أعظم الأسباب لذلك الحرص علي تلاوة كتاب الله عز وجل وتدبر آياته والوقوف علي معانيه والمراد منه فتتعايش بقلبك وعقلك بتدبر وفهم فذلك أدعي أن تخشي الله عز وجل والأسباب الجالبة لخشية الله كثيرة لمن أراد نسأل الله تبارك وتعالي أن يجعلنا واياكم من أصحاب القلوب التي تخشي ربها وتخضع له سبحانه وتعالي إنه ولي ذلك والقادر عليه وصل اللهم وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم تسليم كثيراً.
§§§§§§§§§§§§
معاوية فهمي- كبار الشخصيات
جنسية العضو : فلسطيني
الأوسمة :
عدد المساهمات : 2420
تاريخ التسجيل : 26/03/2019

» الدروس المستفادة من إسراء رسول الله صلى الله عليه وسلم
» الرحماء يرحمهم الله # كما تكون لعباد الله يكون الله لك
» الضب يشهد بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» الله الله يا قاسي الله الله يا ناسي
» مدائن صالح تدل على أن القرآن حق مدائن صالح تدل على أن القرآن حق بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( مدائن صالح تدل على أن القرآن حق )) بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أقول وبالله التوفيق.... قال الله تعالى:- ( كَذّ
» الرحماء يرحمهم الله # كما تكون لعباد الله يكون الله لك
» الضب يشهد بنبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم
» الله الله يا قاسي الله الله يا ناسي
» مدائن صالح تدل على أن القرآن حق مدائن صالح تدل على أن القرآن حق بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :- (( مدائن صالح تدل على أن القرآن حق )) بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أقول وبالله التوفيق.... قال الله تعالى:- ( كَذّ
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» أنقل أغراضك بكل سهولة
» زهور المصري بيوتي صالون
» أحصل على تذاكر طيران بأسعار مغرية و خدمات فخمة
» غاستروزيرو - الحل النهائي لإنقاص الوزن بشكل فعال
» طيب النفس سكينة ونجاة
» أسباب إدراك الشفاعة يوم القيامة
» نصائح مهمة لمريض ضغط الدم
» حقوق الأموات في الإسلام
» حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم