هل فرحة العيد غائبة ام منقوصة ؟؟

كثيرون يرددون أن " العيد هذه الأيام .. ليس كالعيد منذ عقود مضت " ، يري البعض أن الفرحة قد باتت نادرة هذه الأيام ، حتي أيام العيد ، ربما يردد ذلك من عاشوا أيام الأعياد في الماضي حيث لم تكن العادات قد إختلفت و التقاليد كانت ما زالت موجودة و يحترمها الجميع ، لكن الغريب هو أن صغار السن يقولون نفس الكلام .

في الحقيقية نحن من نفسد فرحة أيام الأعياد ، وجعلنها فاترة و كأي أيام أخري في العام ، باتت صلة الرحم و الزيارات المنزلة تقتصر علي إتصالات هاتفية للتهنئة ، بل والبعض يزيد من إختصارها لتصبح رسائل قصيرة علي الهاتف ، البعض يستغل يوم العيد في النوم من تعب أيام العمل ، فينام طوال نهار يوم العيد و يستقظ طوال الليل متابعاً التلفزيون او للخروج إلي الحفلات أو ما شابه ، تحولت ليالي رمضان من زيارات الأهل والسمر معهم و الخروج مع الاصدقاء للتنزه و تبادل الأحاديث والذكريات إلي ليالي للحفلات الغنائية الراقصة و تسكع بعض الشباب بالسيارات بسرعات مرعبة علي الطرق ، أصبحت الالعاب النارية تلطخ سواد السماء بألوانها و تكسر هدوء الصمت بضوضائها المضافة إلي الأغاني و الموسيقي الصاخبة.

كيف نفرح و إخوانا في بورما و فلسطين و سوريا يعيشون تحت وطأة الرصاص ؟! ، وحتي هنام مناطق أخري من بلاد العرب والمسلمين تأن من وقع التفجيرات و المنغصات من الحين الي الآخر ، لقد أفسدت السياسة و رجالها كل شئ جميل في حياتنا ، فأصبحت فرحة العيد إن وجدت منقوصة وغير مكتملة ، حاول أن تفتح صفحة الحوادث في أي جريدة ثاني أيام العيد لتجد أن الحوادث زادت عن ما هي عليه في الأيام العادية ، وكأننا قد بتنا ننتظر أيام الأجازات لإفتعال المشكلات التي تغتال فرحة العيد.

صحيح أن هذا لا ينطق علي كل المناطق في بلادنا ، لكن فرحة العيد باتت مختلفة عما سبق من أيامنا الجميلة ، وان لم يكن السبب في اختلافها أيا من الأسباب السابقة ، فإن ثمة أسباب أخري كثيرة لا تنتقص فرحة العيد فحسب ، بل كل فرحة و سعادة في حياتنا تخلصوا من الاسباب بأقصي سرعة